المجتمع المدني رابطة اجتماعية تقوم على الاختيار الفردي ، يدخل فيها الافراد طواعية دون اجبار وينظمون الى عضويتها بإرادتهم الحرة التي تجعلهم يلزمون بمبادئها ويسهمون في أنشطتها ، ووجود هذه الرابطة الاجتماعية يحقق للمجتمع ككل مزيدا من الاستقرار والسلام والأمن. وهذا الشكل من التنظيم الاجتماعي يتكون من مجموعة المؤسسات المتنوعة دينية وتعليمية ومهنية وسياسية وثقافية كالنقابات العمالية والمهنية والجمعيات الأهلية، وكلك الخيرية والأحزاب السياسية ... الخ، والتي تسودها قيم ومبادئ التسامح وقبول الاخر والحوار السلمي واحترام الحرية والخصوصية الفردية ، وتقوم تلك المؤسسات بممارسة دور الرقيب على تصرفات الحكومة إزاء الأفراد والجماعات ثم محاسبتها وسؤالها . وقد نشأت ظاهرة المجتمع المدني في نشأتها وتطورها في المراحل اللاحقة لعصر التنوير بتاريخ نضال الشعوب من أجل الديمقراطية والحرية والمساواة ، كما انها عبرت عن افضل وسيلة لعلاج التعارض بين حاجة الانسان الى الحرية وحاجته الى الامن والنظام .